المجمعة:
إحدى محاضن التاريخ ومنابع الثقافة والأدب , دار العلم والعلماء , أسرع بلاد نجد توسعاً وأكثرها تقدماً , بيئة استقطاب مثالية لكل قادم , وجذب لكل من يمر بها , مُشرّعة الأبواب لاحتضان كل ضيف أو عابر سبيل , مظاهر التطور تتضح في كل أرجائها , فما بين جامعة فتية تسابق الزمن بالإنجازات والنجاحات , ومحطة قطار ترسم طريق المستقبل , ومدينة صناعية تشارك في صناعة الأجيال ونموٍّ اقتصادي وتجاري وعمراني مبهر يكمن مجتمع المحبة والإخاء والكرم والوفاء .
فالمجمعة وبحكم موقعها الجغرافي المميز تحيطُ بها الرياضُ والخضرة والنخيل من كل الجهات وتزداد جمالاً في مواسم الامطار, فأُطْلِقَ عليهااسمُ الفيحاءِ الغنَّاء , الاسمُ الذي تَسَمَّى به ناديها وتسامابه فَيْحَاها , حيثُ العراقة والتاريخ , صاحب الخمسين عاماً , أخذ الوانه من إشراقة الشمس وصفاء السماء . سكن قلوب أبناء المجمعة حباً وعشقاً وانتماءً , فلا يوجدُ منهم ممن لم يمر على الفيحاء إدارياً أو متعاوناً أو لاعباً أو مُشجِّعاً , كما لايوجد من أبناء المجمعة ممن لم يتوشَّحُ ألوانَ الفيحاء , ويرتدي شعاره ,
تأسس نادي الفيحاء بالمجمعة عام 1373هـ , وتم تسجيله رسمياً في تاريخ 28/4/1386هـ , حيث كان للرياضة في المجمعة جذوراً تاريخيةً قبل الفيحاء من خلال عدة أندية , وتجمعات شبابية يمارسون الرياضة كهواية وبشكل منظم , ولكن دون مرجعية رسمية , حيث كان هناك النادي الأهلي ونادي الشباب اللذان استمرا في التنافس عدة سنوات , يقود كل منهم مجموعة من أبناء المجمعة , واختفيا هذان الناديان , لينشأ بعدهم نادي الفيحاء , ونادي منيخ , واللذان لم يطول بينهم التنافس , حيث تم دمجهما تحت مسمى الفيحاء ليكون النادي الرسمي والممثل الشرعي لمدينة المجمعة , ويعد نادي الفيحاء من أعرق الأندية في بلادنا الحبيبة , حيث كان طوال تاريخه - وما زال يقوم بدوره على أكمل وجه في خدمة شباب المجمعة , حيث تميز بدوره الاجتماعي البارز وحقق تفاعلاً كبيراً مع جميع شرائح المجتمع كما كان منبراً ثقافياً كبيراً وملتقى أدبياً .
فبين جنبات النادي مكتبة تضم أعرق الكتب والمراجع الثقافية والعلمية والأدبية النادرة , كما يوجد متحف فريد يضم أكثر من ألف قطعة أثرية نادرة تم الاستعانة بها في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة .
ويعتبر نادي الفيحاء من أكثر الاندية نشاطات وتفاعل مع المجتمع وملتقى لشباب وأهالي المجمعة . كما حقق على المستوى الرياضي العديد من الانجازات في جميع الالعاب .فالفيحاء ليس غريباً على الانتصارات , فهو كيانٌ شامخٌ مولودٌ من ذهبٍ امتدَّت بطولاته في جميع الألعاب الفردية والجماعية متفوقاً في المسابقات الثقافية والاجتماعية , تقام فيه المحاضرات الدينية , والندوات الأدبية , والأمسيات الشعرية, فهو النادي الأكثر تميزاً في بلادنا منذ بداية الرياضة في المنطقة الوسط عندما تصدَّر لعدة سنوات أندية الوطن جميعاً في التقييم السنوي للأندية الرياضية الأكثر نشاطاً , وقد لا يدرك ذلك التميز إلا من يعيش بين جنباته , ويعرف أسراره أو يتحمل المسؤولية في احد الجهات الرسمية لِيُقدِّرَ قيمةَ الفيحاءِ وعطاءَ ورقي رجالِه , ومثاليةَ أبنائه, وسمو أخلاقهم وروحهم المثالية العالية،لذا ليس غريباً أن يتخرَّج من بين أركانه رجالاً كانوا الأبرز في حَمْلِ مشعل العلم والأدب والثقافة , والشهادات العالية , والمكانة الاجتماعية المرموقة , والمناصب الإدارية البارزة , ليقدموا من خلال كل ذلك عطاءً سخيَّاًومؤثراً للوطن, لذلك يتذكر أبناءُ الفيحاءِ دائماً أنهم ينتمون للنادي المثالي ونادي النخبة،مدرسة نموذجية قبل أن يكون نادياً رياضياً , فهو مغروسٌ في خاصرة الزمن , وجذوره في عمق التاريخ الرياضي , وإنجازاته ليست حالةً طارئةً أو مؤقتة,إنما استمرار في التألق والجهد والعطاء ، ولازال نادي الفيحاء بمدرسته الفريدة وتميزه الكبير كياناً شامخاً.